27 - 07 - 2024

كلام والسلام | أبوعبد الله الصغير

كلام والسلام | أبوعبد الله الصغير

تمكن المسلمون من فتح الأندلس فى رمضان سنة 92 للهجرة (711م) . عندما جهز موسى بن نصير جيشًا بقيادة طارق بن زياد لفتح الأندلس عبر مضيق جبل طارق، وبعد بلوغ الضفة الشمالية للبحر الأبيض المتوسط، قام طارق بن زياد بإحراق سفن جيشه، كى لا يفكر جنوده فى التراجع. وقال جملته الشهيرة : البحر خلفكم والعدو أمامكم، فتحقق النصر.

وفى الثانى من يناير 1492م .. كان العالم على موعد مع سقوط غرناطة وحاكمها أبو عبد الله الصغير، آخر ملوك الأندلس المسلمين. 

كان قدر أبى عبد الله أن يكون المفاوض على سقوط الأندلس.

بعد ان حاصر الملكان المسيحيان: إيزابيلا ملكة قشتالة وليون، وزوجها فرديناند الثانى ملك أراجون غرناطة حصارًا شديدًا دام ثمانية أشهر، فأتلفا الحقول المجاورة، ووقفا أمام وصول أي مدد خارجى من المغرب الأقصى . إلى أن تناول السكان الفئران، وسُجِلَت حالات خيانات ورِشى لصالح قشتالة. إلى أن انتهى الحكم الإسلامى لغرناطة بتسليم  إمارةَ غرناطة ومدينتها وقصر الحمراء.

وعلى صخرة.. وقف ابو عبد الله يودع وطنه.

تأثر إلى أن بكى، وانتبهت والدته لبكائه فوبخته بجملة دخلت التاريخ: ابك مثل النساء ملكًا مضاعًا، لم تحافظ عليه مثل الرجال .

وكانت والدته تلقب بعائشة الحرَّة.

لعبت دورا مهما فى إنقاذ عرش غرناطة لزمن طويل وثبات الغرناطيين وبعث روح المقاومة لدى ابنها الملك الأخير . .

وغادر أبو عبد الله الصغير الأندلس، واستقر بمدينة فاس المغربية. الى أن مات مجهولا وعمره 75 عاما، متهما بالخذلان وبإضاعة ملك دام 8 قرون !
----------------------------------
بقلم : خالد حمزة

مقالات اخرى للكاتب

كلام والسلام| الفشل في مصر .. حاجة تانية